أهل العلم والعقل عندما تتسع عليهم المعرفة بالحقائق ينتابهم شعور بالإشمئزاز من جهل العامة فيتمايزوا عنها. وكثيرا ما تصبح كلمة عامي صفة مثيرة للإستهجان لما يقترن بها من الجهل. وهم لا يفرقون بين الجهل والأمية فالعوام أميون أي لا يحسنون القراءة والكتابة لكنهم قد لا يكونون جهلة بالضرورة لأنهم يزاولون مهناً وصناعات تحتاج الى الفكر والمهارة ومن يملك الفكر والمهارة لا يسمى جاهلا وإنما يسمى أميا اذا كان لا يقرأ ولا يكتب. والعوام أيضا يشتملون على وعي اجتماعي طبقي سياسي، ووعيهم السياسي قديما محفور باللقاحية الرافضة للدولة، وهم لا يحبون الدولة التي تجد لها انصار واتباع كثيرين بين أهل العلم والعقل. وحديثاً ينضاف الى عناصر وعيهم السياسي الوعي الوطني المناوئ للإستعمار. وهذه مظاهر وعي ومعرفة قد تنعدم نظائرها في أوساط العلم والثقافة. فالعامة ليست مصدر إزعاج للعقل والضمير بل هي في الحقيقة من مصادر الوعي . هادي العلوي
اقتباسات أخرى للمؤلف