ولم تمنع المرأة في صدر الإسلام من حضور المسجد والمساهمة في فعالياته. ولم يفرد لها مكان مخصوص فيه وإنما كان يفصل بينهم في قاعة الصلاة، فتكون بين النساء والرجال مسافة بضعة اذرع إذا كن في المقدمة، ومسافة أقل إذا كن في الخلف. وفي المسند عن عبدالله بن عمر أن النساء والرجال كانوا يتوضأون معاً في زمان رسول الله (حديث ٥٧٩٩). ولم يقيد حضورهن بوقت الصلاة فقد كن يحضرن في أي وقت ويشاركن في الكلام والمناقشات مع الرجال ومع المتصدر في المسجد من الخليفة ومن يليه. والاختلاط يكون أيضا في الطواف حول الكعبة. وهو جاري الى اليوم. وكان قد مُنع لبعض الوقت بأمر خالد القسري والي مكة للوليد بن عبدالملك فكان موسم للرجال وموسم للنساء، بعد أن سَمَع شاعرا يقول: يا حبذا الموسم من موقفِ : وحبذا الكعبة من مسجدِ وحبذا اللاتي يزاحمننا : عند استلام الحجر الأسودِ وعاد الاختلاط بعد إنقضاء ولايته. هادي العلوي
اقتباسات أخرى للمؤلف