كان ابن حمدون أخف الناس روحاً وأحلاهم دعابةً، وكان المتوكل يستملحه. فقال يوماً: الزئبق من أين يجاء به ؟ فقال ابن حمدون: من الشيز، وأنا أعرف الناس بها. قال: قد وليتك إياها فاخرج إليها، فضاقت به الدنيا، وأنشده:
ولاية الشيز عزلٌ ... والعزل عنها ولايه
فولّني العزل عنها ... إن كنت بي ذا عنايه
فضحك المتوكل وأعفاه. وذكر الصولي أن أخاه أحمد عمل له البيتين.