طه حسين
وهنا يختلف المؤرخون والرواة، فقد توفى الحسن رحمه الله سنة خمسين للهجرة. فأما الشيعة فيرون أن معاوية قد دسّ إليه من سمّه ليخلو له ولابنه وجه الخلافة. وأما مؤرخو الجماعة من أهل السنة فيرون ذلك ويكثرون من روايته، ولكنهم لا يقطعون به. ومن المحدثين من يرويه ولكنه يراه بعيداً، لا لشيء إلاَّ لأن معاوية قد صحب النبي فلا يليق به أن يأتي مثل هذا الأمر البغيض. ومؤرخو أهل السنة مع ذلك يتحدثون بأن الحسن نفسه قال لبعض عائديه في مرضه الأخير: لقد سُقيت السم مرات، ولكني لم أُسْق قط سُمّاً أشدَّ عليَّ من هذا الذي سُقيته هذه المرة. ولقد لفظت آنفاً قطعة من كبدي. ويتحدثون كذلك بأن أخاه الحسين رحمه الله سأله عمن سقاه السم، فأبى أن ينبئه به مخافةَ أن يقتص منه بغير حجة قاطعة عليه. يئس الحسن من الحياة وكره أن يلقى الله وقد اقتص له بالشبهة، فآثر أن يَكل هذا القصاص إلى الله عز وجل. طه حسين
اقتباسات أخرى للمؤلف