طه حسين
وبعض المؤرخين يزعم أن جَعدة بنت الأشعث بن قيس زوج الحسن هي التي اختارها معاوية لتدسّ السم للحسن في بعض شرابه أو طعامه، ورشاها في ذلك بمائة ألف دينار. ومنهم من يزعم أنه وعدها بأن يتخذها لنفسه زوجاً. فلما مات الحسن وفى لها معاوية بالمال وكره أن يتزوجها، مخافةَ أن تفعل به ما فعلت بالحسن. والتكلف في هذه الرواية ظاهر، ذهب بها أصحابها إلى ما عُرف من كيد الأشعث ابن قيس لعليّ فأرادوا أن تكون ابنته هي التي كادت للحسن حتى أوردته الموت. وبعض المؤرخين يرون أن معاوية لم يُبعد في الاختيار بين زوجات الحسن، وإنما اختار لسمّه قرشية هي هند بنت سهيل بن عمرو، ذلك الذي سفر عن قريش إلى النبي في صُلح الحُديبية. ولست أقطع بأن معاوية قد دس إلى الحسن منْ سمّه، ولكني لا أقطع كذلك بأنه لم يفعل، فقد عُرف الموت بالسم في أيام معاوية على نحو غريب مريب. مات الأشتر ـ فيما يقول المؤرخون ـ مسموماً في طريقه إلى ولاية مصر، فخلصت مصر لمعاوية وقال معاوية وعمرو: إن لله لجنداً من عسل. ومات عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مسموماً بحمْص في خبر طويل. ومات الحسن بين هذين الرجلين مسموماً كذلك في أكبر الظن، وخلصت الخلافة لمعاوية وابنه يزيد. طه حسين
اقتباسات أخرى للمؤلف