وكم من كاتبٍ في هذه الأرض، على اختلاف ألسنة أهلها، قضى عمره يستصفي للناس عصارة تجاربه في كلمات، ثم خرج من الدنيا وكأنه لم يقُلْ شيئا، ولم يكتب شيئا. ثم يأتي على الناس زمان، فيجدونه قد أبرأ ذمته، وأدى للناس أقصى حقِّهم عليه، ولكنهم ذهلوا عنه، وأعفوا أنفسهم من الأناة على فهم طريقته أو أسلوبه ، لعِلَّةٍ قائمة في بيانه عن نفسه، أو لعِلَّةٍ قائمة في أنفسهم، حالت بينهم وبين بذل الجهد في متابعته، وفي تقصّي الوجوه التي يحتملها كلامه، فلم يأخذوا عنه إلا أهون ما يقول، وأقرب ما يريد. محمود محمد شاكر
اقتباسات أخرى للمؤلف