نظرة عن كثب للحياة ،وإقبال الموت ... قال أبو فهر محمود شاكر في كتابه الماتع ..(أباطيلٌ وأسمار) وينقطع نشيدِي ، ويبقى صداهُ في أُذُنيَّ ، وأنا على رأس الدرب واقفٌ أتلفت متى أُطعن ، وحيدًا ، غريبًا ، منفردًا عن ركب الغرباء الأول . أربعون سنة ، طُويت أيامها ولياليها ، كأسرع ما تفتح كتابا ، ثم تقرأ منه أسطرًا ، ثم تغلقه على دَفتيه ، وتبقى أحرفه تلوح في بيداء مُقفرة لا يَعمُرُها غير أشباحٍ تجولُ من الذكريات ! ولكن ... ولكن ما أشد عُنف الحياة بنا ! تُفني بعض المرء ، وتطالبه من فَورِه أن يزداد تعلقا بالبقاء، وإقبالًا على الاستكثار من اسبابه !! ما أقساها سائقًا لا يضع عصاه عن نَعَمِه ! هكذا عوَّدتنا ، فأين المهرب ؟ وإلى أين المفر ! فتغمَّد يا صديقي قسوة قلبي بعدك : ولا تُلزِمَنِّي ذَبُوب الزمان ، . . . فإيَّايَ سَاءَ ، وإيَّاي ضارّا (المتنبي) ----------------- صـ 316 طبعة الخانجي . محمود محمد شاكر
اقتباسات أخرى للمؤلف