فليس مالكاً لنفسه ولا لشيء من ذراته ولا لشيء من أعماله ، بل كل ذلك مملوك عليه مستحق عليه ؛ كرجل اشترى عبداً بخالص ماله ثم علَّمه بعض الصنائع ، فلما تعلمها قال له : اعمل ولأد إلي، فليس لك في نفسك ولا في كسبك شيء. فلو حصل بيد هذا العبد من الأموال والأسباب ما حصل لم ير له فيها شيئاً، بل يراها كالوديعة في يده ، وأنها أموال أستاذه وخزائنه ونعمه ، بيد عبده مستودعها، متصرفا فيها لسيده لا لنفسه ، كما قال عبدالله ورسوله وخيرته من خلقه : والله إني لا أعطي أحداً، ولا أمنع أحداً، وإنما أنا قاسم أضع حيث أمرت. ابن قيم الجوزية
اقتباسات أخرى للمؤلف