
من مُنع من كثير الوصال قنع بقليل النّوال؟
قال جميل:
ويقُلنَ إنك قد رضيت بباطل...منها فهل لك في اعتزالِ الباطلِ
ولَباطل ممن أحبُّ حديثه...أشهى إليّ من البغيض الباذلِ
ولربّ عارضة علينا وصلها...بالجدّ تخلطهُ بقول الهازلِ
فأجبتها بالقول بعد تستُّر...حبّي بثينة عن وصالكِ شاغلي
لو كان في قلبي كقدرِ قُلامةٍ...فضلٌ وصلْتُكِ أو أتتك رسائلي
هنا فقد دلَّنا على شدّة تمكُّنها من قلبه وأخبرنا أنَّه لو تهيّأ خلاص شيء من حبه من يدها لصرفه إلى غيرها وهذه حال لا تُرضي أهل الوفاء ولا يستعملها أهل الصفاء.
99