في الوجود أشياء كثيرة لا تدخل في نطاق الحواس؛ لأنها ليست لوناً يُرى، ولا صوتاً يُسمع، ولا جماداً يُلمس، ولا رائحة تُشَم، ولا طعماً يذاق، فهل يحق لي أن أنكرها، لأن حواس المحدودة لا تدركها ؟. إن العقل لا يستطيع أن يدرك شيئاً، حتى يحصره بين اثنين: الزمان والمكان. فما لم ينحصر بينهما، لم يدركه العقل بنفسه . قرأت لبعض الملحدين فصلاً يسألون فيه ساخرين، يقولون: إذا كان يموت في لحظة واحدة ميت في أميركا وميت في الصين، فكيف يقبض مالك الموت روحيهما؟ . الجواب: أولاً: إن مثل المَلَك بالنسبة لأرضنا، كمثل أحدنا لو انحنى على قِرْبة فيها آلاف النمل، أو كأس فيها ملايين الجراثيم. بل إن الملك من الملائكة أكبر مـن ذلك بالنسبة إلينا، وما كرتنا الأرضية في كفه إلا كحبة قمح في كف واحد من البشر .. هذه واحدة . والثانية: إن لملك الموت أعواناً في قبض الأرواح، قال تعالى: { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ } علي الطنطاوي
اقتباسات أخرى للمؤلف