الشيخ محمد الغزالي
إن الفضل ينبثق من ذى الجلال والإكرام لأن ذلك وصفه ـ كما ينبثق الشعاع من الشمس ـ ولله المثل الأعلى ـ لأن طبيعتها الاتقاد. إن الملك الجليل الشأن الذى انبسط سلطانه على كل شىء فهو فى السماء إله وفى الأرض إله، ويعطى ويغدق لأن الكمال نعته سواء عرف البشر ذلك أم أنكروا. وعطاؤه على قدر عظمته، ومن ثم فهو أحق من يرجى ويقصد!! إن البشر يتهافتون على من يأنسون فيه القوة والغنى التماس جداء وابتغاء نداء، ولو عقلوا لعلموا أن ما لديه قطرة معارة، وأن أحق من يشدون إليه الرحال ويربطون به الآمال، هو الكبير المتعال. إن الأساس فى طبائع البشر طرا، مهما سمت مناصبهم وبدت قدراتهم، أنهم يأخذون لا يعطون. أليسوا فقراء إلى الله، عالة على فضله؟ فالاتجاه بالرجاء إليهم طيش. أما الرجاء فى الله فعمل وافق موضعه وأصاب هدفه. ثم إن جمهرة البشر حين يسألون تتحرك فيهم صفاتهم الفطرية، فهم بين جاهل بحال السائل، أو عالم بها عاجز عن علاجها، أو قادر يمنعه شح نفسه عن الإجابة. وتلك كلها آفات منفية عندما يتجه الرجاء إلى الله جل جلاله. ولذلك ترى أولى الألباب يقصدونه بالمطالب الجسام وهم راجون ألا ينقلبوا عن ساحته إلا راضين. محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف