محمود درويش
في العزلة كفاءةُ المُؤْتَمَن على نفسه يكتب العبارة , وينظر إلى السقف. ثم يضيف : أن تكون وحيداً.... أن تكون قادراً على أن تكون وحيداً هو تربية ذاتيَّة . ألعزلة هي انتقاء نوع الأَلم , والتدرّب على تصريف أفعال القلب بحريّة العصاميّ ... أَو ما يشبه خلوَّك من خارجك وهبوطك الاضطراري في نفسك بلا مظلَّة نجاة . تجلس , وحدك ة كفكرة خالية من حجة البرهان , دون أن تحدس بما يدور من حوار بينا الظاهر والباطن . العزلة مصفاة لا مرآة ترمي ما في يدك اليسرى إلى يدك اليمنى , ولا يتغيَّر شيء في حركة الانتقال من اللا فكرة إلى اللا معنى . لكن هذا العَبَثَ البريء لا يؤذي ولا يجدي : وماذا لو كنتُ وحدي ؟ العزلة هي اختيار المُتْرَف بالممكنات ... هي اختيار الحرّ . فحين تجفّ , بك نفسُك , تقول : لو كنتُ غيري لانصرفتُ عن الورقة البيضاء إلى محاكاة رواية يابانية , يصعد كاتبها إلى قمة الجبل ليرى ما فعلت الكواسر والجوارح بأجداده الموتى . لعلِّه ما زال يكتب , وما زال موتاه يموتون لكن تنقصني الخبرة . والقسوة الميتافيزيقية تنقصني . وتقول : لو كنتُ غيري. محمود درويش
اقتباسات أخرى للمؤلف