قلة نشاطي وحركتي هي دائي العضال..وقد أضاع هذا الداء عليّ كثيرًا من الفرص والمتع في الحياة والفن..إني أعمل وأقعد عن السعي لإنجاز العمل..أنشط إلى العمل وأكسل عن النجاح..وإذا كان قد صادفني في الحياة نجاح فإن كثيرًا منه قد هبط على رأسي من حيث لا أدري ولا أتوقع..إني في أغلب أحوالي قاعد هامد.. في حوار دائم مع نفسي..في حركة دائمة داخل عقلي..أفك الكون وأركبه..وكل شيء في العالم والمجتمع يهمني ويهزني ويحركني..ولكن جسمي لا يتحرّك كثيرًا..إن لدي القدرة على أن أجلس الساعات بمفردي لا أصنع شيئًا..وكثيرًا ما يدهش الداخل عليّ إذ يراني أحيانًا قاعدًا جامدًا, ليس أمامي كتاب أو ورق أو قلم, ولا حراك بي كأني تمثال من حجر..على أني ما انعزلت قط ولا انزويت إلا بالجسم وحده..وإنه لمن الغريب أن أعيش دائمًا بكل روحي وجوارحي وتفكيري في مشكلات عصري, ولا أجد من جسمي مثل هذه الحركة وهذا النشاط..عرضت لي مناسبات كثيرة للحركة والنشاط..دُعيت إلى السفر في كل مكان, وهيئت لي فرص لمشاهدة ما كان يجب أن أُشاهد ومقابلة من كان يجب أن أُقابل..لكن قدرتي على إضاعة الفرص أكبر من قدرتي على انتهازها...ولكأني بالقدر يمنحني الفرصة وهو مطمئن لوجود الجهاز الذي يستطيع أن يضيعها.
اقتباسات أخرى للمؤلف