صلاح عبد الصبور
يا صاحبي، إني حزين طلع الصباح، فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباح في غرفتي دلف المساء والحزن يولد في المساء لأنه حزن ضرير حزن طويل كالطريق من الجحيم الى الجحيم حزن صموتْ والصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت وبأن أياماً تفوت وبأن مرفقنا وَهَنْ وبأن ريحاً من عَفَنْ مس الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت حزن تمدد في المدينه كاللص في جوف السكينه كالأفعوان بلا فحيح الحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوز وأقام حكاماً طغاه الحزن قد سمل العيون الحزن قد عقد الجباه ليقيم حكاماً طغاه يا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يوماً صديق مغرى بتزويق الكلام: سنعيش رغم الحزن، نقهره، ونضع في الصباح أفراحنا البيضاء، افراح الذين لهم صباح.. ورنا إليَّ... ولم تكن بشراه مما قد يصدقه الحزينْ يا صاحبي! زوِّق حديثك، كل شيء قد خلا من كل ذوق أما أنا، فلقد عرفت نهاية الحدر العميق الحزن يفترش الطريق. صلاح عبد الصبور
اقتباسات أخرى للمؤلف