لمن يمكن أن أتكلم الآن؟ من يسمعني؟ من حقاً؟ كيف خلا العالم من حولي إلى هذا الحد؟ كل هذه الدوائر المُغلقة التي يسير فيها البشر من الميلاد إلى الموت دون وصل أو تواصل، جزر مُغلقة منعزلة في بحار من الزحام والضوضاء والطمع، يلتقي الناس مصادفةً ويفترقون حتماً، ولا يتبادلون سوى المنافع والفواتير العاجلة والمؤجلة، الحديث بينهم لم يعد وداً وتواصلاً، أجهزة إرسال فقط، الجمل ناقصة نصفها: كده، تقريباً.. ويعني. كنت أحب الكلمات الواضحة الناصعة، أراها مكتوبة أو منطوقة، وأحب حركتها الداخلية، وهي تصل إلى معنى يقدمه إنسان إلى آخر كأنه هدية أو إشارة حُب، الآن أسمع الحديث حولي: صرخات استغاثة، أو خبطات على أبواب مُغلقة، إنهم حولي جميعاً يذيعون على موجة لا أستطيع التقاطها، أتمنى أحياناً لو أنني صماء. لم يعد هناك ما يُسمع. علاء الديب
381
اقتباسات أخرى للمؤلف