صلاح عبد الصبور
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﻰ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ﻭﺗﺴﺘﻌﻠﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﻓﺄﺑﺪﻉ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺜﺎﻻ،ﺻﺎﻏﻪ ﻃﻴﻨﺎ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺟﻼﻩ ﻭﺯﻳﻨﻪ , ﻓﻜﺎﻥ ﺻﻨﻴﻌﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻪ ﻛﻤﺮﺁﺓ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻓﻮﻕ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﺠﻠﻮﺍ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺣﺴﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﺎﻥ ﺗﺼﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺄﻧﺲ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺁﺗﻨﺎ ﻭﻳﺪﻳﻢ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻓﺘحﻴﻴﻨﺎ ﻭﺍﻥ ﺗﻜﺪﺭ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﺮﻑ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻨﺎ ﻭﻳﻬﺠﺮﻧﺎ ﻭﻳﺠﻔﻮﻧﺎ و ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﺟﺎﻓﺎﻩ ﻣﻼﻩ ؟ يﻀﻴﻖ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴه،ﻳﻔﻘﺪ ﺃﻟﻔة ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺃﺫﺭﻋة ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻭ ﻳﻀﺤﻰ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻬﺸﻤﺔ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪﻳﺮ ﻣﻴﺘة ﻭ ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺪﺍﺀ ﻓﻘﺪ ﺟﻔﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﺿﺤﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻭ ﺗﺬﻭﻯ ﺃﺫﺭﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺗﻠﻘﻰ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻟﻸﺭﺽ ﻭ ﺗﺪﻓﻨﻪ ﻛﻤﺠﻬﻀﺔ ﺗﻜﻔﻦ ﻋﺎﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭ ﻳﻤﺸﻰ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻓﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻳﺠﺒﻰ ﺟﺰﻳﺔ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ .. ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﺑﻼ ﻗﺎﻉ , ﻓﻼ ﺗﻤﻸ ﺍﺫ ﺗﻌﻄﻰ ﻭ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺑﻼ ﺭﻯ , ﻓﻼ ﺗﺴﻜﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻭ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻳﻤﺸﻰ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﺍﻟﺒﻴﺮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻘﺤﻂ , ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻤﺔ ﺧﻼﺋﻘﻬﻢ ﻣﺸﻮﻫﺔ , ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻳﻘﻮﺩ ﺧﻄﺎﻫﻤﻮ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻭ ﻫﻮ ﻭﺯﻳﺮ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺟﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﺮق و ليس خيانة اﻻصحاب و الملق ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﺨﺮﻕ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺾ رﻋﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﺟﻨﺪ ﻭﺯﻳﺮﻩ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻳﺄﻧﻒ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻰ . صلاح عبد الصبور
اقتباسات أخرى للمؤلف