صلاح عبد الصبور
و يظل يسعل، و الحياة تموت فى عينيه، إنسان يموت و على محياه القسيم سماحة الحزن الصموت و البسمة البيضاء تهمر فوق خديه محبة لك، و لى، لمن داسوه فى درب الزحام ألقى السلام... و صفا محياه، و أغفت بين جفنيه غمامة بيضاء شاحبة يطل بعمفها نجما سواد و تمطت الرئتان فى صدر زجاجى خرب و امتدت الأنفاس مجهدة تراوغ أن تبوح بالانكسار: إنى انهزمت، و لم أصب من وسعها إلا الجدار و النور، و السعداء، من حولى، و قافلة البيوت لكنه ألقى السلام... ** و مضى، و لا حس، و لا ظل كما يمضى الملاك و تكورت أضلاعه، ساقاه،فى ركن هناك حتى ينام من بعد أن ألقى السلام ** كنا على ظهر الطريق عصابة من أشقياء متعذبين كاَلهة بالكتب و الأفكار و الدخان و الزمن المقيت طال الكلام... مضى المساء لجاجة... طال الكلام و ابتل وجه الليل بالأنداء و مشت إلى النفس الملالة، و النعاس إلى العيون و امتدت الأقدام تلتمس الطريق إلى البيوت و هناك فى ظل الجدار يظل إنسان يموت و يظل يسعل، و الحياة تجف فى عينيه، إنسان يموت و الكتب و الأفكار مازالت.. تسد جبالها وجه الطريق و جه الطريق إلى السلام . صلاح عبد الصبور
اقتباسات أخرى للمؤلف