قال لي احد الباحثين الغربيين ذات يوم وهو يحاورني : لماذا شرع دينكم شرعة الحرب وفرض عليكم الجهاد ؟ وما هو السبب الذي جعلكم تفتحون العالم بحد السبف وتسفكون الدماء ؟ ثم عقب على ذلك قائلا : انكم لم تفعلوا شيئا غير ان اقمتم امبراطورية مكان اخرى وقضيتكم على كسرى لتضعوا كسرى آخر محله قال هذا وتركني خائرا اضرب اخماسا باسداس , ان هذا هو الواقع الذي لا مراء فيه . فامير المؤمنين لم يكن يختلف عن امير الكافرين الا من حيث المظاهر والطقوس والشعائر الشكلية فتجد الخليفة يتهجد ويركع ويسجد ويكثر من البكاء والعويل وتراه يحج سنه ويغزو سنه وهذه كلها امور ظاهرية لا تمس جوهر الواقع بشيء .. فالجباة هم الجباء والجلاوزة هم الجلاوزة ولن تجد لطبيعة هؤلاء تبديلا . ان الخليفة كان يعبد الله وينهب عباد الله . علي الوردي
اقتباسات أخرى للمؤلف